برنامج (في المحور): لماذا استهدف قاسم سليماني الطيارين الشيعة؟
من البنتاغون مباشرة ومن خلال برنامج "في المحور" الذي يعرض على شاشة تلفزيون "أورينت" يكشف "مايك بريجينت" المبعوث الاستخباراتي لوزارة الدفاع الاميركية في العراق عن أهم التجاوزات والجرائم الطائفية التي ارتكبت بحق "السنة" من قبل حكومة نوري المالكي والميليشيات الشيعية المتطرفة والمدعومة من قبله.
كل (السّنة) إرهابيين!
وقال بريجينت: ان المرة الاولى التي سمع عبارة "كل السنة إرهابيين" كانت من قبل كتيبة طائفية نشيطة بمدينة الموصل في العراق تسمى بـ "كتيبة الذئب الشيعي" ومن ثم سمعها مجدداً من قبل البشمركة، في حين ان جل ما سمعه من السنة هو ان الكرد والشيعية ميليشيات.
وأضاف ان تلك الكتيبة كانت قد استهدفت مناطق القاعدة في العراق بشكل كامل دون أن تفرق بين عسكري سني أو عضو في القاعدة، مبررة ذلك بأن وجود القاعدة في منطقة ما هو دليل كافي على ان قاطني تلك المنطقة داعمين ومشاركين له وبالتالي فإن خطفهم وتعذيبهم وقتلهم هو أمر مسوغ على حد تعبيره.
أنواع التهم الموجهة إلى (السّنة)!
كما أشار بريجينت الى ان الحكومة العراقية كانت تعتقل الشباب العراقيين أبناء الطائفة السنية من "أبناء العراق" أو "السياسيين" أو من "أبناء القادة العراقيين" أو من "قوات الامن العراقية" ولاسيما ذوي الكاريزما منهم وتعاقبهم تحت بند المساءلة والعدالة وقانون الارهاب لمجرد ان لديهم صلة بشخص ينتمي لحزب البعث سابقا او صلة مع ابن عم ارهابي، حيث ان التهم التي كانت توجه لأبناء الطائفة السنية آنذاك كانت بسيطة جدا، وهي إما "صديق لارهابي أو يعرف إرهابي".
وذكر أن الحكومة العراقية آنذاك كانت تقوم باستدراج الضباط من الطائفة السنية والذين يستهدفون ضباط الشيعة بعد طرق أحدها بحجة تقديم الجوائز لهم، ومن ثم يتم اعقتالهم وإرسالهم الى السجن حيث يتم ضربهم وترعيبهم حتى الموت.
برنامج أبناء العراق.. تأسيسه وحلّه
وأوضح بريجينت انه في عام 2005 عمل المالكي وحكومته الشيعيةعلى تغيير ديمغرافيا السكان في بغداد من 55% شيعة و 45% سنة 90% شيعة واقل من 10% سنة خلال عام واحد فقط، وفي عام 2006 تم تأسيس بما يسمة بـ "أبناء العراق" مكونة من 105 آلاف شخص من الطائفة السنية مدربين من قبل الحكومة الاميركية، وهدفهم الاساسي هو الدفاع عن مناطقهم.
وهنا اشار الى أن ردة فعل المالكي كانت صادمة حينها وشعر بالخوف آنذلك وقال للأميركان: "لقد دربتم 105 آلاف سني مسلح.. هل أنتم مجانين.. إنهم كلهم إرهابيين.. هل تؤسسون قوة للانقلاب العسكري".
وأضاف أنه وفي لحظة انسحاب القوات الاميركية من العراق سنة 2009 بدأ المالكي بتفكيك برنامج "أبناء العراق" وقام باستهداف جميع أعضائه لاحقاً وتهديدهم على اعتبار كل عضو منهم مسلح ومجرم على الرغم من السماح لهم بحمل السلاح قانونيا، ومن ثم بداء بتأسيس القوات العراقية الامنية حيث استبدل قادة الامن الاقوياء من الكرد والسنة بجماعته.
وفي سؤال لمقدمة البرنامج "هيفي بوظو" عن سبب عدم تركيز الولايات المتحدة على الميشيشات الشيعية بنفس الطريقة التي كانت تركز فيها على القوات السنية؟
أجاب: "لأنهم لا يستطيعون إجبار القوات الشيعية على القتال في مناطق غير شيعية، وخاصة أنهم لا يرغبون في الدفاع عن المناطق السنية، الامر الذي تسبب في انهيار الجيش العراقي بشكل سريع عندما واجهتهم داعش.
وأوضح انه وعلى الرغم من وجود الكثير من القوات السنية والكردية في الموصل إلا أنها قادتهم هناك كانوا من الشيعة وحلفاء المالكي، وبالتالي عندما هرب القادة لم يكن هناك من خيارات أمام الجنود سوى ان يخلعوا بزاتهم العسكرية ويندمجوا ضمن العامة حتى لا يتم التعرف عليهم على حد قوله، مؤكداً على أن الشيعية يعملون على حماية الاحياء الشعية فقط، ويقفون دون حماية الاحياء السنية
احد الامور التي لا يعرفها الكثير من الناس
وان من اهم الامور الغير معروفة هي أن قاسم سليماني قام باستهداف طيارين من الطائفة الشيعية خلال فترة الاحتلال الأميركي للعراق، وذلك كون ان ايران رأت فيهم تهديداً لها بسبب قدرتهم على الاقلاع بطائرات تحمل قنابل قادرة على استهداف ايران وقصفها، كما أن الايرانيين قاموا باستهداف القادة العراقيين من الشيعة أيضا الذين شاركوا في الحرب العراقية الايرانية.
داعش وايران في "سبايكر"
من جهة أخرى اشار بريجنيت الى وجود أعداد كبيرة من الشيعة ينتمون الى ما ميليشيات تسمى بـ "قوات الحشد الشعبي" والتي تتمثل مهمتهم بالانتقام لمقتل الـ 1700 شيعي في "سباكير" على أيدي داعش، حيث غطت رؤوسهم وأطلقت النار عليها ومن ثم رمت أجسادهم في النهر، في حين ان استراتيجية وأهداف قادة ميليشيانهم ثثمل بالسيطرة على المثلث السني وعدم السماح للسنة بتهديدهم مرة ثانية.
وفي نظر ايران فإن السنة المتواجدين في الاراضي المسيطر عليها من قبل داعش بأنهم متعاطفين او متعاونين معها، وعقوبتهم تكون اشد بكثير من عقوبة المنتمي لداعش كونهم يسمحون لداعش بالتواجد على أراضهم، كما جاء على لسانه.